إنه يوم الاحد ، نحن في إنتظار الضيوف، الواليدة تراها هنا و هناك ، في قمة نشاطها ، و هي تعد المائدة ، أنواع و أشكال من المأكولات والحلويات التي لم أرها منذ زمن ليس بقريب ، نشوفوها من العام العام ، و ذلك لأن للواليدة مركز العمليات ، أو بالأحرى مخبأ الحلويات
كلما كانت تمر أمي بالقرب مني ، تبدأ بالتحلف علي ، و الله يا باباك و تفوت حلوة وحدة ، يا تان برد فيك غدايدي ، و ناري و دير الدسارة ، يا تان قجّك ، كنت أرمقها بنظرات البراءة ، لا أخفي عليكم أن الواليدة بروفيسورة في مادة الضرب و الجرح المفضي لعاهات مستديمة ، و الويل كل الويل ، إيلا مشيتي حتى طحتي بين يديها ، فتأكد أنك لن تخرج بعضمة سالمة ، و كذا ستزوق لك العينين باللونين الاخضر و الازرق
وصل الضيوف ، فألقيت التحية ، بوس عمك ، بوس خالتك ، بوس جدك ، بوس عمتك ، بوس بنت خالتك ، ماما نعاود نبوس بنت خالتي ، فتغير لون الواليدة ، فعلمت فورا أنني قفرتها ،
إلتف الضيوف حول المائدة ، فسكبت أمي الشاي ، و قامت بتمرير طبسيل الحلوة عليهم ، واحدا واحدا ، ساعة كلشي فيه العياقة و الشيكي ، و عندما حان دوري ، قامت بدون أن تمرڭ ، بتجاوزي ، خلات ليا إيدي معلقة ف السما بلاكة ، رجعات ليا الصرف ديال البوسة ، لكنني تحلفت عليها ، فقلت لها ، و دابا نبقى نتسخر ليك، ( هاد شي فخاطري طبعا) ،
و بينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث ، ساعات و ساعات ، كان نظري مركزا على الطبسيل ، فكل محاولة كنت أقوم بها لأغفل الواليدة ، بائت بالفشل بمجرد نظرة واحدة منها ، فأتكمش في مكاني بدون حراك ،
بعدما إمتلكني اليأس ، توجهت الى الغرفة الاخرى ، فرأيت إبن خالتي احمد يحنقز هنا و هناك و هو يحمل بغريرة في اليد اليمنى ، و كيكة في اليسرى ، و فمه مدكوك بحلوة البوق ، تبادرت إلى ذهني فكرة فاعلة تاركة ، قلت له ، حميدة ، الزوين (مين جاك الزين ) ، الضريف ( اووووو) ، عافا خويا ، جيب ليا حلوة ، لم يعطني وقتا ، و إستمر في اللعب ، و بما أن أباه بوليسي ، فقد ورث عنه الرشوة ، فما كان لي إلا أن أجبد درهمين ، ها القضية طلعت غاليا ، ماشي خسارا ف حبيبتي حلوة البوق ، دردڭ البرهوش إلا أمي ، و قال بأعلى صوت ، ((خالتي ، خالتي ، امين بغا الحلوة ، )) فرشني البرهوش ، هزات لواليدة وحدة ، مهرسة مدڭدڭة ، و عطاتها لييه ، نقزت خالتي ، و دارت فيها واعرة ، و أعطته الطبسيل كاملا ، فكادت أمي أن تصاب بسكتة قلبية ، هاهاهاها ، حتى أنا معطلتوش ، خليت فيه غي لي نسيت ، بقيت كاناكول حتى خرج ليا من عاينيا ،،، تَيَقْتووني ، وا غي مد ليا البرهوش الامانة ، ما جيت فين ندور ، لقيت لواليدة واقفة ، ترحمت على روحي ، و قلت إنا لله و إنا إليه راجعون
ذهب الضيوف ، و إستعددت للحفلة الكبرى ، البطل هي أمي ، و الضحية هو أنا ، و العنوان هو ، ''' تصفية الحسابات